التقطت هذه الصورة في 29-5-2002م... وهي من آثار الجرائم التي خلفها الاحتلال الصهيوني خلال اجتياحه لرام الله. هذه الصورة للشكل الثاني للمقبرة الاستثنائية التي اقيمت على عجل في ساحة مستشفى الشيخ زايد -مقابل مستشفى رام الله الحكومي في رام الله. وكان الشكل الاول والموثق لدي بالصور عبارة عن حفرتين كبيرتين حفرتا في الشارع واحدة دفنت فيها جثث النساء والثانية دفنت فيها جثث الرجال ممن ماتوا او استشهدوا ووصلوا المستشفى ولم يتمكن ذويهم نتيجة الحصار والمنع المشدد من دفنهم بالشكل الطبيعي فقررت ادارة المستشفى والمعنيين بالامر وحفظا لكرامة الموتى دفنهم بعد ان امتلأت الثلاجات بالموتى خلال اجتياح العدو لرام الله. هذا واحد من كثير من الحوادث المؤلمة والتي ليس لها اسم الا جريمة حرب مما مورس ضد الفلسطينيين. في الصورة كتب على اللوحة الخشبية على عجل: هنا شهداء استشهدوا مرتين، مرة برصاص الاسرائيليين ومرة بمنعنا من دفنهم. هنا يرقد ثلة من شهداء الحرية ومشاعل النور ليس لفلسطين فقط بل للإنسانية...
هذا المكان شهد اليوم تحديثا وتجميلا ولكنه ابدأ لن ينسيني المشهد الاول الذي رايته عقب انتهاء الاجتياح فقد رايت قطع من اسفلت الشارع تغطي الحفر التي دفن فيها الابرياء كأن زلزالا اصاب الشارع فقلبه راسا على عقب... كنت اسأل نفسي وقتها هل تحتمل تلك الجثث الندية هذه القسوة وهل يحتمل قلوب ذويهم هذا المشهد المؤلم...
الصور الاصلية واضحة غير اني نقلت هذه الصورة عبر الجوال بهذا الشكل المعتم... رحم الله الشهداء وكل المظلومين في هذا العالم ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق